کد مطلب:335784 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:397

المحاورة بین عمر و ابن عباس تکشف عن لثام الحقیقة
السید البدری یتابع الحدیث قائلا:

هذه المحاورة تكشف لك یا أخی عن المؤامرة التی حصلت من الخلیفة عمر بن الخطاب عما كان یریده رسول الله صلی الله علیه وآله من كتابة الكتاب كما وردت فی تاریخ الطبری والكامل لابن الأثیر فاسمع أیها المحاور. (قال عمر بن الخطاب لابن عباس: یا بن عباس، أتدری ما منع قومكم منهم بعد محمد صلی الله علیه وآله؟ فكرهت أن أجیبه، فقلت: إن لم أكن أدری فإن أمیر المؤمنین یدرینی، فقال عمر: كرهوا أن یجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا علی قومكم بجحا بجحا، فاختارت قریش لأنفسها فأصابت ووفقت، فقلت: یا أمیر المؤمنین إن تأذن لی فی الكلام وتمط عنی الغضب تكلمت، قال: تكلم، قلت: أما قولك یا أمیر المؤمنین: اختارت قریش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قریشا اختارت لأنفسها حیث اختار الله لها لكان الصواب بیدها غیر مردود ولا محسود، وأما قولك: إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهة، فقال: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم). فقال عمر: هیهات والله یا ابن عباس، قد كانت تبلغنی عنك أشیاء كنت أكره أن أقرك علیها فتزیل منزلتك منی [1] .

ولهذا یقول عمر بن الخطاب: (... لقد كان - أی النبی - یربع فی أمره،



[ صفحه 116]



ولقد أراد فی مرضه أن یصرح باسمه فمنعته من ذلك إشفاقا وحیطة علی الإسلام. لا ورب هذه البنیة لا تجتمع علیه قریش أبدا. ولو ولیها لانتفضت علیه العرب فی أقطارها فعلم رسول الله أننی علمت ما فی نفسه فأمسك) [2] .

المؤلف: بعد كل ما طرحناه من تساؤلات ومناقشات وردود من قبل سماحتكم إلی أین ترید أن توصلنی؟ السید البدری: یا أخی نحن لسنا بحاجة إن تشیعت أم لم تتشیع لدینا أكثر من 300 ملیون شیعی فی العالم ولكن الواجب الشرعی یفرض علی أن أبین لك بالأدلة والبراهین أین هو الحق - فالمسلم الواثق من عقیدته لا یهاب الحوار، ولا تخیفه المناقشات لماذا الخوف من الحوار؟ فأعطیك مثالا: أنا السید علی البدری من سكان بغداد (الكرادة الشرقیة) نشأت فی بیئة سنیة ودرجت كما درج أهلی (الدین عندنا عادة ولیس عبادة) وبعد أن أنهیت دراساتی الشرعیة من جامعة بغداد وذهبت إلی الأزهر لإكمال الدراسات العلیا، فبدأت من هناك أجری مقارنات بین العقیدة السنیة والعقیدة الشیعیة، فتوصلت بعد بحوث مجهدة ومعاناة طویلة إلی أن اخترت مذهب أهل البیت علیهم السلام أو مذهب الإمام جعفر الصادق علیه السلام أو ما یسمونه الیوم بالشیعة أو المذهب الشیعی، فأعلنت عن تشیعی وكنت وكیل زعیم الطائفة الشیعیة السید أبو القاسم الخوئی فی مصر وحتی



[ صفحه 117]



أصبحت داعیة التشیع، فی كل أقطار العالم الإسلامی وغیر الإسلامی وأنا أتكلم من منطق الواثق من نفسه حیث أنی درست وأطلعت علی كتب الفریقین السنی والشیعی حتی توصلت إلی حفظ صحیح البخاری وأرقام الصفحات المهمة بالحوار والاحتجاج وغیره من الصحاح وكتب التاریخ.


[1] تاريخ الطبري: ج 4 ص 223 - الكامل - لابن الأثير: ج 3 ص 34.

[2] أمير المؤمنين: محمد جواد شري: ص 162 - 163 نقدا عن نهج البلاغة لابن أبي الحديد وتاريخ الطبري.